Translate


الأحد، أكتوبر 10، 2010





عن الجالية العربية
بقلم : رشا زكى - امريكا

أؤكد لكم يقينا أن الموضوع الذى أطرحه اليوم لن يروق لكثير من إخواننا من أبناء الجالية العربية ، وخاصة أصحاب المتاجر العربية. ولقد ترددت كثيرا فى طرح موضوع اليوم، لا لشيئ سوى أن تغيير مفاهيم تعتقد فيها الغالبية من الناس ليس بالأمر الهين، حتى وإن كانت تلك المفاهيم خاطئة. وقلقى من مدى تأثير كلامى على من أطرح من أجلهم هذا الموضوع وهم إخوانى وأخواتى من أبناء الجالية العربية .. وكنت أخاف أن يضيع كلامى هباء أو لا يُحدث الصدى المرجو منه ، وهو محاولة إيضاح مفاهيم خاطئة راسخة فى أذهان الأسر العربية هنا منذ عشرات السنين. دعونى أدخل مباشرة فى موضوعى الأساسى دون الإطالة فى مقدمة تشعرون معها بالملل.
لاحظت منذ مجيئى إلى الولايات المتحدة إرتفاع أسعار البضاعة المعروضة فى المتاجر العربية وخاصة اللحوم الحمراء والبيضاء بالنسبة لمثيلاتها المعروضة فى المتاجر الأمريكية.
فإذا قارنت بين أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، التى يطلق عليها أصحاب المتاجر العربية إسم اللحوم " الحلال " وبين مثيلاتها فى المتاجر الأمريكية تجد إرتفاعا ملحوظا للبضاعة " الحلال " قد تصل إلى ضعف السعر مقارنة بتلك المعروضة فى المحلات الأمريكية، مستغلين إقبال الزبائن العرب على اللحوم المسماه " بالحلال ".
ودعونى أولاً أوضح لكم أمراً هاماً، وهو المقصود باللحوم " الحلال ". المفترض فى اللحوم و الدواجن، حتى ينطبق عليها وصف " الحلال "، وجوب أن يتم ذبحها طبقا للشريعة الإسلامية والتى تقتضى ضرورة التسمية والتكبير قبل عملية الذبح. ولنسأل أنفسنا سؤالاً هاماً ... ما أدرانا أن هذه الأبقار و الدواجن قد تم ذبحها بالفعل طبقا للشريعة الإسلامية ؟ وكيف لنا أن نتأكد أصلا أن الذى قام بعملية الذبح مسلم، حتى يسمى ويكبر قبل عملية الذبح ؟
فقد سمعت من مصادر مختلفة موثوق بها ، أن الذين يقومون بعملية الذبح فى المذابح العربية هم من بلدان " أمريكا اللاتينية " لأن الأيدى العاملة الأسبانية رخيصة مقارنة بمثيلاتها العربية. وأصحاب المتاجر العربية يستغلون إقبال المسلمين ولهفتهم على المنتجات الحلال، فيرفعون أسعارها وكلهم ثقة فى عدم إنصراف الزبائن العرب عنهم، مهما كان سعرها.
وما ينطبق على اللحوم " المسماه بالحلال "، ينطبق أيضا على جميع المنتجات العربية كالمعلبات والمجمدات الآتية من بلادنا العربية، فهى أعلى سعراًً بكثير مقارنة بمثيلاتها المعروضة فى المتاجرالأمريكية.
أيها التجار أصحاب المتاجر العربية ..اتقوا الله فى إخوانكم من أبناء الجالية !
وحديثى ليس فقط عن إستغلال أصحاب المتاجر العربية للمستهلكين و مسألة الحلال المشكوك فيها أصلا، ولكن أيضا " الغش " الذى لمسته بنفسى عندما توجهت إلى أحد محلات الجزارة لشراء اللحم الضأن فعندما رجعت للمنزل وفتحت كيس اللحم، وجدت اننى إشتريت عظما مكسوا بقليل من اللحم.
دهشت وسألت نفسى ...؟ هل ذكرت للجزار شيئا من أننى لدى كلب أريد أن أطعمه .. فأعطانى عظما بدلا من اللحمّ . وحيث أننى لا أمتلك كلبا وبالتالى لم أذكر شيئا عن رغبتى فى شراء عظم، فلابد أن ذلك العظم هو ما إعتاد ذلك الجزار أن يهديه لزبائنه بدلا من اللحم.
وما حدث لى مع ذلك الجزار تكرر أيضا مع آخرين. أيها التجارأصحاب المتاجر العربية ... تحلوا بالأمانة! ويا إخوانى و أخواتى ... لا تنخدعوا بكلمة " حلال " المكتوبة على واجهات المحال العربية وعلى منتجات للحوم ، فلا " حلال " مضمون أنه حلال إلا فى بلادنا العربية. فالأهم من السعى وراء أطعمة " حلالها غير مضمون " هو أن تجعلها أنت بنفسك حلالاً، عندما تسمى قبل الأكل ، وتحمد الله بعده.

 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق