Translate


الأحد، أكتوبر 10، 2010

بهلــــول ..





بقلم عبدالواحد محمد

لم يكن غير طائر مريض يبحث عن طبيب في عقله الباطن كنوع من همهمة تحتوي كل مفردات المدينة الغائبة بلحن مزعوم فيه العديد من المقامات التي تخطت كل الحواجز في مسائية راقص تاه وسط عالم بهلولي ! وهنا كان لي وقفة مع هؤلاء البؤساء الذين تبدل حالهم واصبحوا بوقا لرجل يحتضر منذ عقود رغما عن أنوفنا جعلوه أميرا يغني بركاكة مطرب دس المعلوم في جيب عالمه من درب مشمشة.
فجاء لي بعد كتابي الآخير الذي أحتوي علي سيرته الذاتية الحقيقية ليترجي شخصي المتواضع الكف عن نشرها في عدد آخر من طبعة ثانية بلغة الأمر والوعيد.
تذكرت ان البهاليل عالة وطن عربي كبير لأنهم يفتون في كل شئ الأدب .. الدين .. السياسة .. كرة القدم .. الفنون .. النساء .. سير الأنبياء .. العواصم التي يطيرون إليها دون حاجة لسيارة أو طائرة ! لتجد من يحاول أقناعك ببركة البهلول الكبير الذي له خصال ملائكية ولا داعي للتساؤل في هذا حتي لا تصيبك لعنة السماء فهم جنس مقدس وعقل لا يخطئ وضمائر يقظة وعبقريات فذة .. مجهول بهلول وعالمه لكثيرين وعندما رفضت مساومته وضعني تحت تهديد الطرد من بيتي في الساعة التي يختارها هو ربما تكون ليلا .. نهارا .. عصرا .. لكنني لم أهتم بقوله فالحقيقة هامة لأنها ضمير وطن وليس فرد. فكلنا نمضي وتبقي الأوطان شامخة ولم ييأس وكرر المحاولة التهديدية بقتل كل من يمت بصلة قربي لشخصي فهذا سهل بالنسبه له بخة سامة تؤدي الهدف.
وتذكرت قول الرحمن لن يصيبكم شئ الا بأذني ليجدني أشد أصرارا من المرات سابقة ويخرج مهرولا وهو يقسم بهلاكي فلم يعد لي فجر .. وتيقنت أن الله قادر علي فعل المعجزات وبضغطة من زر جاءني صوت مذيع نشرة الحادية عشر رخيما ويرتدي بدلة عروس جديد ليزف خبر سار لقد أختفي بهلول من المدينة بعدما صرعته سيارة طائشة !
هكذا كنت مدركا ما سيدفعه من ثمن قريب لطيشه وأختياله واحتياله علي عباد الله باسم علم البهلولية الأسمي لدخول الجنة ؟وجاءت الطبعة الثانية من كتابي وهو غير موجود علي سطح الأرض لكن الغريب أن أتباعه نصبوا بهلولا آخر في خلال اربع وعشرين ساعة لتفادي وجهات النظر المنطقية كأنه مات شهيدا من أجل رسالة مدينة ؟ فمزحت مع صديقي (شوشو) بأن بهلول يراقبني من زمن هم أدعوا موته لكي يعرفوا مقدار وزني.
لا أعلم أن جسدي لم يترهل بعد فمازلت ممشوق الجسد وبهلولا في السابق وقومه لايكفون عن ألتهام طائر السمان .. تاهت القضية وتحركت من جديد قافلة بهلول في شرق المدينة بحثا عن سطر يضمن لهم البقاء.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق